ويستمرُّ تكالبهم على قصعتنا حتَّى الإنفجار الكبير

بقلم : الشَّيخ حمَّاد أبو دعابس
رئيس الحركة الإسلاميَّة
الملفُّ اللِّيبيُّ تتمُّ مداولاته في موسكو ثمَّ برلين ، بمشاركة أطرافٍ غربيَّة ، وبعض الدُّول الوظيفيَّة العربيَّة . ودول مجرى النِّيل أثيوبيا ، السُّودان ومصر ، مدعوَّةٌ بعد أيَّام إلى واشنطن ، لمناقشة قضيَّة سدِّ النَّهضة والخلافات المصيريَّة حوله . وقبل ذلك شهدت السُّويد مداولات قضيَّة اليمن ، وتحتضن جنيڤ مفاوضات الملفِّ النَّوويِّ الإيرانيِّ ، وكذا كلُّ قضايا منطقتنا العربيَّة ، تعتبر قضايا داخليَّة لدى أمريكا وأوروبا ، يتدخَّلون في كلِّ التَّفاصيل ، يفرضون دورهم وإرادتهم ، ويفرضون حصَّتهم من الغنيمة .
الغرب يتصرَّفون تجاه منطقتنا العربيَّة ، كساحةٍ خلفيَّة ، لا تخرج عن سيطرتهم ، ولا تعدو عن كونها بقرةً يطاردها الجميع ، للنَّيل من حليبها ، ثمَّ لحمها وحتَّى عظامها . قد يتناقشون ويختلفون حول التَّفاصيل ، ولكنَّ عيون كلِّ طرفٍ ترنو إلى حصَّته من القصعة .
محاولاتٌ تركيَّةٌ ونفاقٌ عربيٌّ
تحاول تركيَّا فرض وجودها ودورها في قضايا منطقتنا العربيَّة ، من أجل إحداث بعض التَّوازن ، ووقف النَّزيف ، ومنع إستفراد دول الإستكبار ، الَّتي تدسُّ السُّمَّ في دسم كلِّ شأنٍ عربيٍّ . أمريكا واوروبا تنظران من منظار الأمن الغربيِّ والإسرائيليِّ ، ويسعيان لتثبيت أنظمة حكمٍ عميلةٍ في كلِّ شرقنا ، تحفظ مصالحها ، وتسير وفق بوصلتها . وبالمقابل ، فإنَّ تركيَّا تعمل جاهدةً على حفظ مصالح الشُّعوب العربيَّة والإسلاميَّة ، في إستقلال إرادتها ، إنتخاب قياداتها والإستفادة من مواردها .
وإلى جانب هذين الدَّورين الفاعلين ، هنالك دورٌ عربيٌّ خيانيٌّ ، تستخدمه أمريكا وإسرائيل ، لقتل كلِّ أملٍ في الأُمَّة ، لقتل كلِّ محاولةٍ لبناء وحدةٍ أو قوَّةٍ أًو تحرُّرٍ في عالمنا العربيِّ والإسلاميِّ . فيفتُّون في عضد كلِّ قائدٍ مخلصٍ ، أو مشروعٍ طموحٍ ، أو محاولةٍ لإنقاذ شيءٍ من بقيَّة الوجود العربيِّ والإسلاميِّ .
الإنفجار قادمٌ ولا شكَّ
تضييق الخناق على إيران ، على الشَّعب الفلسطينيِّ ، وعلى ليبيا ، على العراق فاليمن فسائر الأقطار ، سيوصل ولا شكَّ إلى ما لا تُحمَد عقباه . هذا الظُّلم ، التَّنمُّر ، الهيمنة والإذلال ، الَّتي تمارَس ضدَّ شعوبنا العربيَّة ، لن تأتي بالإستقرار . بل على العكس ستخرِّج جيلاً جديداً من المُحبَطين الثَّائرين ، من جهة . وستؤدِّي إلى حروبٍ طاحنةٍ في المنطقة ، قد تتحوَّل إلى صداماتٍ داميةٍ بين قوىً إقليميَّةٍ ودوليَّةٍ لا تبقي ولا تذر . فالعلوُّ الكبير يتبعه الدَّمار والإنهيار . ودوام الحال من المحال .
▪بالأمس كانت فرسٌ وروم
ظنُّوا أن مجدهم سيدوم
▪طغَوا وعلَوا فوق الغيوم
حتَّى جاءهم وعدٌ محتوم
▪” كم تركوا من جنَّاتٍ وعيون ،
وزروعٍ ومقامٍ كريم ، ونعمةٍ كانوا فيها فاكهين ” .
▪” ما ظننتم أن يخرجوا وظنُّوا أنَّهم مانعتهم حصونهم من الله ▪فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا ……. ” .
❇ ” فلا تحسبنَّ الله مخلف وعده رسله ، إنَّ الله عزيزٌ ذو انتقام ” .