أخبار هامةمقالات

” كن من الأوائل في العشر الأواخر ” بقلم الشيخ صفوت فريج رئيس الحركة الإسلامية

إلى فرسان الليل وعمّار المحاريب، إلى الشاب التائب والكهل العابد، إلى الرجال الأشدّاء والنساء القانتات، إليكم جميعًا نزفّ بشرى حلول العشر الأواخر من الشهر الكريم، فاستقبلوها بمضاعفة الطاعات، حيث كان هدي نبي الرحمة صلّى الله عليه وآله وسلّم فيها، إيقاظ الأهل وشدّ المئزر وإحياء الليل..

روى الإمام مسلم عن السيّدة عائشة رضي الله عنها: “كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره”.

فمن اكتفى حتّى اليوم بالقليل، فليجتهد فيما تبقّى بالقيام وتلاوة القرآن والصدقات، ومن لم يقم إلّا التراويح فقد آن الأوان لقيام الثلث الأخير من الليل، ومن اكتفى بتلاوة جزء من القرآن الكريم، فليضاعفه إلى جزأين وأكثر، ومن تطوّع خيرًا فهو خير له، بدأ السباق الّذي لا يدخله إلّا من استوفى شروطه من إخلاص نيّة وقوّة عزيمة وعلوّ همّة.

وليكن للمسجد الأقصى في هذا الثلث الأخير من الشهر الكريم جهد مبارك وحظ ونصيب، ففي هذا خيرٌ مضاعف، حيث ترابط فيه وتكثر من سواد المسلمين، ثمّ يكون لك أجر الصلاة بخمسمئة صلاة.

إنّ الحصول على المراتب الأولى في الحياة الدنيا بحاجة إلى جهد وكدّ، ومواصلة الليل بالنهار من أجل بلوغ المرتبة، فما بالك بمن يبغي أن يفوز بما هو خير من هذه الدنيا؟ ألا يحتاج ذلك منه أن يغذّي روحه بمحطّات منحها الله لعباده، وذروتها رمضان، وذروة رمضان العشر الأواخر، وذروة العشر الأواخر ليلة القدر؟

هذه الليلة الّتي تفوق الألف شهر في الخيريّة، ومقصد ألف شهر أي الدهر كلّه، حيث كانت العرب تذكر الألف في غاية الأشياء، كما قال تعالى: “يود أحدهم لو يعمّر ألف سنة”، يعني جميع الدهر (تفسير القرطبي).
ومن حكمة إخفائها عنّا -نلتمسها في العشر الأواخر- مضاعفة الجهد في العشر كلّها، لما في هذه العشر من مراتب عليا تأخذ بصاحبها إلى رفعة القدر ومعيّة من أنعم الله عليهم من النبيّين والصدّيقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا..

رمضان أوشك أن يرتحل، فلا تدعه يمضي دون أن تُحسن التزوّد من خيراته فتغنم.

الشيخ صفوت فريج
رئيس الحركة الإسلاميّة

الشيخ صفوت فريج رئيس الحركة الإسلامية

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى