مقالات

عَلَى كَفْ …عَفْرِيت !!! بقلم سالم سطل / أبو آدم

(( بسم الله الرحمن الرحيم، ظَهَرَ الفَسَادُ فِي البَرِّ والبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ )) صدق الله العظيم .

*إخترتُ هذا الأسبوعِ موضوعاً خطيراً يَخُصُّ مجتمعنا وتربيتنا التي باتَ فشلُها يَزعقُ إلى عنانِ السماءِ وما توصلنا بهِ من إنحرافٍ وتَسَيُّبٍ شبابِيٍّ لا يُغْتَفر ، فأرجوكم أن تتقبلوا كلماتي بِصدرٍ رَحِبٍ وَسِعةِ أُفُقٍ ونباهةٍ !!!

تداولنا الكثير عن مشاكل التربية المُنْحَلَّةِ في مجتمعنا وتحاورنا عن سُبُلٍ لِحلِّها أو إضعافِ تأثيرها على هذا الجيل الذي يأبى وبشتى الطرُقِ إلاَّ أن يأخذ من التسيُّبِ رآيتهُ ودستورهُ ضارباً عرض الحائط مآ قد يجلبُ لأهلِهِ من وراء توجهه الفكري الأجنبي المتحرر ، المتشبع بالكثير من الفكر بأن ما يراهُ ملائماً لتفكيره وميوله النفسية الهورمونية والشبابية في أيامنا… ظانِّينَ بأنها هِيَ الحضارة التي يجب إتِّباعَها رغماً عن أنفِ العادات والتقاليد العربية تُراثاًو ولغةً ويتبع ذلك مُصطلحات فكرية لا تتلائم مع كوننا عرباً ونفتخر بعروبتنا على قدر المستطاع !!!

*كانت هذه مقدمتي المتواضعة بعض الشيء لغةً وصيغة وفيها الكثير من عدم الرضا بما نمر في مجتمعنا من تطوراتٍ لا يتقبلها العقل البشري للإنحلال المُفرِط عند شبابنا وصِبْيَتِنا وكم هم لا يدرون ما قد يصلُ بهم تفكيرهم وتحررهم التراثي والتطبعي نحو الغربِ و…الإنترنت ومصائبه والفيسبوك وخلعه ما قد بقي من (( حَياءٍ )) وتربيةٍ تربينا عليها منذ طفولتنا وما غَذَّانا بها كبارنا وقُدوتنا في القِدمِ والتي تلاشت وأُجْهِضَتْ من مخالبها وأصبحت بلا أنيابٍ ولا حتى محاولةٍ في مقاومة التَّسَيُّبِ على شتى طرقه ومسارِهِ وعدم الإنصياعِ لكلمةِ الكبيرِ مِنَّا الذي أصبح مُرهقاً وحَيْراناً من النتائج الخطيرة التي نمر بها جميعاً !!!

*وحينَ أذكر كلمةَ (( التَّسَيُّبِ )) هنا تكمُن مصيبتنا الكبرى أمام الفكر والميول الشبابي في أيامنا وما قد يُلْهِهِم ويُسلِّيهم وهل توجد لديهم خُطوطٌ حمراءَ قد(( يَعْقِلونَ ما يفعلونْ )) ؟! …
والجواب بالطبع لا لا لا!!! لأنَّ تفكيرهم بعيدٌ كل البعدِ عن تفكيرنا ومعتقداتنا فإن هذا الجيل قد أقْسَمَ بأن لا يستنيرَ أو يضع لنفسه دستوراً فيه من الإستقامة والفكر المعقول وقد إتَّبع منهجاً لا يليق بنا العرب والذين نملك ديناً وتراثاً ورثناهُ عن آبائنا وأجدادنا وعن ديننا !!! وحين أقول ديننا لا أميلُ فقط إلى الإسلامِ بل إلى جميع الأديان السماوية التي وضعت أمام أعيننا أسُساً ونمطاً فكرياً يستدِلُّ ويستنيرُ به الشبابُ إجتماعياً ثقافياً وسلوكياً !!!

*لن أطيلَ عليكم الشرحَ والمقدمات لأن وضعنا أصبح مُذْرِياً ومقيتاً بما فيه الكفاية وقد تقف صيحتي هذه أمام حاجزٍ كبيرٍ من السذاجة والعدم تريُّثِ لأننا مجتمعٌ لا يصحوا من ثباتهِ إلاَّ إذا تلقى اللطمات والضربات الموجعة في الصميم !!!

*شبابنا وفتياتنا باتوا على إصرارٍ منهم بأنَّ (( العِشْقْ الممنوعِ )) مع(( سَمَر ومُهَنَّدْ)) سيكن أسلوب ودستور حياتهم وأخذَ الكَذِبِ والمراوغةِ مع أهلهم كأدآةِ عملٍ يتعاملون بها حسب معطياتهم النفسية والهورمونية الزائفة وقد تأثر الشبابُ من هذا المسلسلِ تأثيراً خطيراً إذ أخذوا من المسلسل نمطَ حياةٍ وأسلوب تعاملٍ مع من هم أهلهم والمسؤولون بصورةٍ مباشرة عن سلوكهم في المجتمع !!!
*إن الوضع السائد حالياً في المعاملات بين الصِبْيَةِ والصبايا يكادُ يشبه الشرطة واللصوص في عتمة الليل وَوَضحِ النهار إذْ يُصبِحُ الهاتف النقال وسيلةَ نقلٍ ملئُها خُبْثٌ وخِداعٌ بينهم في علاقاتٍ ممنوعةٍ يتاجرون بها أحاسيسهم ونبضاتِ قلوبهم ويختارون الحُبَّ كيف يشاؤون ويتلذذون به حسب ما يريدون فالكَذِبُ هي الوسيلة والمكذوبُ عليهِ هم الأهلُ الأبُ والأمُّ والأخُ الأكبرُ أو ألأختُ الكبرى حسب المواقف وحماستها وكيفية مراوغتهم لكي لا يجعلوهم يشعرون بشيءٍ من خداعهم !!!

*تارةً أنا ذاهبةٌ إلى صديقتي لكي أتحضَّرَ للإمتحانات البجروت !!!
*وتارةٌ أخرى أنا ذاهبة مع صديقتي إلى الدكان لشراءِ حاجاتٍ ضروريةٍ للمدرسةِ !!!
*وتتغيرُ بهم الأكاذيبُ والخِدَعْ ودورهم في تمثيلِ الخدعِ يتنوعُ ويزدادُ مع الوقتِ لأنهم في أوْجِ مشاعرَ حُبٍ ولَحْسُ عقولٍ بها هم يدرون !!! ونعودُ نذكرُ هنا بأن الأهلَ يُعطونهم الثقةَ التامة ولا يدرون بأن أولادهم وبناتهم يهرولون نحو الهاوية والحب الضائع لا محالة وتصبح الأمورُ تتأرجحُ ما بينَ دمارٍ أُسريٍ وإجتماعيٍ بين الأهلِ وبين الجيلِ المراهقِ وجنونهِ وإلى أينَ سيأخذُ بِهِ !!!

*وتقعُ الأمُّ المسكينة في مِطبٍّ هي في غنًى عنه فإبنتها وقعت في الخطأِ وفي مخالب الشيطانِ وهي ترى بعينيها كيف تخرج إبنتها التي لا يتجاوز عمرها أل14-16 ومكياجها وعطرها ومرحها الذي يتعدى العادة وزيادة ومتى تخرج ومتى تعود وأين كانت وستظل الأسئلةُ تتداولُ بيننا هنا ويبقى الشيطانُ يُسَوِّلُ للشبابِ مُسلسلَ الحُبِّ الجديدِ ونحنُ نتابع آهآتِهِ وبكاءَ لياليهْ !!!


اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى