“شكراً لمن يزرع الأمل فيُتبعه العمل” بقلم : الشَّيخ حمَّاد ابو دعابس رئيس الحركة الإسلاميَّة

▪️نودِّع هذه الأيَّام عاماً هجريَّاً حافلاً بالآلام والنَّكبات ، ترافقها الآمال والتَّحدِّيات ، ولم يخلُ من بعض الأعمال والإنجازات . ونستقبل العام الهجريَّ 1443 ، وكلُّنا رجاءٌ في الله جلَّ جلاله ، أن يجعله عام فرجٍ وسعةٍ ، ونصرٍ وتمكين للمؤمنين والمستضعفين في أرجاء المعمورة جميعاً .
▪️الصُّورة الأساسيَّة المرتسمة لأُمَّتنا الإسلاميِّة ، وشعوبنا العربيَّة في صلبها ، أنَّ الضَّعف والهُزال ، والفرقة والضَّياع ، والتَّبعيَّة للأجنبيِّ هي سيِّدة الموقف . ولكن يأبى الله وهو القويُّ العزيز ، إلَّا أن يجعل لعباده نوافذ للنُّور والإستبشار ، ومَواطن للتَّفكِّر والإعتبار ، تبصرةً وذكرى لأولي الألباب والأبصار .
▪️العام الأخير شهد رحيل رئيسٍ أمريكيٍّ أرعنٍ فاجرٍ ، ثمَّ تبعه رئيس حكومةٍ إسرائيليٍّ داهيةٍ ماكرٍ ، وكلاهما أمعن في تشتيت وتمزيق وإذلال العرب والمسلمين . ثمَّ تبعهما واقعٌ يُرجى فيه الخير للأُمَّة ، من خلال الإنسحابات الأمريكيَّة المزمعة من أفغانستان والعراق ، والضُّغوط الدَّوليَّة لإنهاء الحروب والإقتتالات في ليبيا واليمن ، ورجاءٌ للإستقرار والأمن في السُّودان والصُّومال .
▪️وها نحن نودِّع العام الهجريَّ على وقع أزماتٍ خانقةٍ ومصيريَّةٍ في لبنان وتونس ، مع استمرار الإنفلات والضَّعف والتَّمزُّق في معظم أرجاء عالمنا العربيِّ المكلوم .
▪️أمَّا في داخلنا الفلسطينيِّ ، فالحال كذلك بين الألم والأمل والتَّحدِّي والعمل . حكومةٌ إسرائيليَّةٌ رحلت وجاءت أخرى تستبدلها . ولأوَّل مرَّةٍ ترتكز على قائمةٍ عربيَّةٍ شريكةٍ في الإئتلاف الحكوميِّ ، مقابل إلتزاماتٍ تجاه المجتمع العربيِّ .
▪️بدأ المخاض عسيراً ، خاض فيه الخائضون ، تفاءل الكثيرون يرتقبون تغيُّراً نحو الأفضل ، وأسرع النَّاقدون والنَّاقمون ليطفئوا أيَّ بصيص أملٍ يُرجى من هذه الخطوة . ثمَّ تأتي التَّطوُّرات مبشِّرةً ، فالتَّأثير واضحٌ ، والإستحقاقات تجاه مجتمعنا العربيِّ تتجلَّى ، وتأخذ مسارها ، من وعودٍ واتِّفاقاتٍ إئتلافيَّةٍ ، إلى قراراتٍ والتزاماتٍ حكوميَّةٍ ، ثمَّ يتبعها التَّنفيذ بعون الله تعالى ، لكي تكون النَّتائج واضحةً جليَّةً ، تصبُّ في صالح شعبنا ومجتمعنا بإذنه ومشيئته سبحانه وتعالى .
▪️العام الهجريُّ المنصرم ، كان قاسياً مثل سابقه بخصوص موسم الحجِّ وعمارة الحرمين الشَّريفين بالعابدين والعاكفين . أمَّا في ثالث الحرمين الشَّريفين ، فالمسجد الأقصى مفتوحٌ للعبادة للمسلمين ، ومهدَّدٌ على الدَّوام باقتحامات المفسدين المعتدين . والتَّهديد والتَّحدِّي ما يزالان مستمرَّين في محيط المسجد الأقصى وأحياء مدينة القدس ، مع بعض بوادر الأمل في تعقُّل القيادة الاسرائيلية الجديدة منعاً لتكرُّر أحداث الثَّامن والعشرين من رمضان وما تبعها من أحداثٍ وحربٍ ودمارٍ .
▪️العُنف والقتل في بلادنا خطيرٌ ووخيمٌ ، ورجاؤنا في الله تعالى أن تفلح المساعي في كبح جماح هذه الظَّاهرة الفتَّاكة . نلمس في الآونة الأخيرة نوعاً من الجدِّيَّة في فكِّ رموز بعض الجرائم ، لعلَّ الوصول إلى المجرمين والقَتلة يسهم في منع العديد من الجرائم الأخرى .
▪️جرعات أملٍ ومشاعل نورٍ تبثُّها الحركة الإسلاميَّة بأذرعها المختلفة : السِّياسيَّة والإغاثيَّة والشَّبابيَّة والدَّعويَّة عموماً .
▪️فالقائمة الموحَّدة تحقِّق إنجازاتٍ وتفرض واقعاً جديداً من التَّعامل الرَّسميِّ مع مجتمعنا العربيِّ نرجو الله أن يُفضي إلى تراجعٍ كبيرٍ في مستوى العنف والجريمة ، وتوسيعٍ في مسطَّحات البناء وحلٍّ للضَّوائق السَّكنيَّة في بلداننا ، وتراجُعٍ كبيرٍ في ظاهرة هدم المباني والبيوت العربيَّة في البلاد .
▪️نجاحات جمعيَّة الإغاثة 48 تتوالى ، وإدخال السُّرور والمساعدات إلى مئات آلاف البيوت المتعفِّفة ، في الأعياد وغيرها ، يُرجى أن تكون سبباً في تنزُّل رحمات الله على أهل العطاء في بلاد العطاء والسَّخاء بإذن ربِّ الأرض والسَّماء .
▪️الحركة الإسلاميَّة أولت إهتماماً لافتاً لخدمة الأوقاف والمقدَّسات من خلال مؤسَّسةٍ حديثةٍ لهذا الغرض.
▪️ وتعمل على تعزيز دور الشَّباب والنِّساء في مجتمعنا عموماً .
▪️ وتهتمُّ كثيراً بربط أشبالنا وفتياتنا بمشاريع حفظ وتعليم القرآن الكريم ، وشدِّ الرِّحال للأقصى الشَّريف .
▪️ وكذلك فقد أطلقت مشروع المنحة الجامعيَّة السَّنويَّة من صندوق الشَّيخ عبدالله درويش للمنح الدِّراسيَّة الجامعيَّة .
▪️وختاماً :
نبثُّ الأمل ، نُتبعه العمل ، نخطِّط للنَّجاح ، ونرجو الفلاح ، ولا نمُنُّ على شعبنا ، بل نعتزُّ بخدمة أهلنا وشعبنا وأُمَّتنا ما استطعنا لذلك سبيلاً .
والله الموفِّق والهادي إلى سواء السَّبيل .