مقالات

شعبٌ يحقق ذاته ويفرض نفسه

بقلم : الشَّيخ حمَّاد أبو دعابس

رئيس الحركة الإسلاميَّة

عندما خرج ثلثا جمهورنا العربيِّ في الدَّاخل للتَّصويت ، وغالبيَّتهم السَّاحقة دعماً للقائمة المشتركة ، فقد حقَّقوا إنجازاً غير مسبوقٍ ، فأوصلوا 15 نائباً برلمانيَّاً ، ومنعوا بذلك من العنصريِّ الأكبر نتنياهو تشكيل الحكومة القادمة . وهم في نفس الوقت قادرون على منع منافِسِه غانتس أيضاً من تشكيل الحكومة . فكيف لو عزَّزنا مشاركتنا بنفس نسبة التَّصويت لدى المجتمع اليهودي ؟ ….. إذاً لأدخلنا 18 عضواً ، وزاد وزننا السِّياسيُّ ، وكان بمقدورنا أن نمنع كثيراً من السِّياسات المجحفة ، والقوانين العنصريَّة ضدَّنا ، ولكُنَّا أكثر قدرةً على التَّأثير في مجريات الأحداث في الدَّاخل .

إنجازٌ كبير ٌ بمقاييس إقليميَّة

الجميع يعلم أنَّ أمريكا وإسرائيل تقفان وراء الإنقلابات العسكريَّة في مصر والسُّودان والمحاولة الفاشلة في تركيا ، وأحداث ليبيا والعراق وغيرها . فضلاً عن التَّحكُّم بمعظم أنظمة المنطقة . ولكن ، من يستطيع إسقاط أو تغيير نتنياهو ، واليمين الفاشي المحيط به ؟ . الجواب : لا أمريكا ، ولا الدُّول العربيَّة أو الإسلاميَّة مجتمعةً ، بل النَّاخبون من مواطني الدَّولة إذا شكَّلوا 61 نائباً معارضاً وشكَّلوا إئتلافاً يطيح باليمين الإسرائيليِّ العنصريِّ . وعندما يكون حجمنا داخل هذا الكم كبيراً ، يكون دورنا وتأثيرنا وحضورنا أكبر ، بالتَّأكيد .

شعبنا إنتخب قامَتَهُ وشخصيَّته العربيَّة

يجب أن نعترف بأنَّ نسبةً كبيرةً من ناخبي القائمة المشتركة ، لا ينتمون لأيٍّ من الأحزاب المكوِّنة لها على انفراد . ولكنَّها عندما توحَّدت تحت مظلَّةٍ واحدةٍ ، فقد باتت تمثِّل الحضور والوجدان والكيان العربيَّ في هذه البلاد ، فاستحقَّت دعمهم وتأييدهم . ولذلك فإنَّ إنجاز القائمة المشتركة ، كان انتصاراً على الشَّرذمة والفُرقة ، وكان سدّاً منيعاً في وجه الخُذلان من الدَّاخل ، والإختراق من الخارج .

▪ إنَّ التَّدرُّج المنطقيَّ ، يقود حتماً إلى ارتفاع نسبة التَّصويت في المرَّات القادمة ، وإضفاء وصمة العار على من يدعم الأحزاب الصُّهيونيَّة من داخل مجتمعنا العربيِّ .
▪ وهي رسالةٌ لصُنَّاع القرار في إسرائيل ، أنَّه لا مجال لتلاعبكم على حبل تناقضاتنا ، واستفرادكم ببعضنا ضدَّ بعض . بل عليكم إحترام حقوقنا المدنيَّة ، وهويَّتنا القوميَّة ، وخصوصيَّاتنا الدِّينيَّة والثَّقافيَّة ، بكلِّ ما للكلمة من معنى .

▪ بورك شعبنا الواعي الوفيِّ المعطاء .
▪ مباركٌ لنوَّابنا السَّابقين ونائبتينا المعزِّزتين ، أعانكم الله على خدمة شعبكم ، ووفَّقكم لتكونوا عند حسن ظنِّه دائماً .
▪ واجبنا أن نجتهد في تفهُّم اختلافاتنا وخصوصيَّاتنا ، تعزيز قضايانا المشتركة ، وتحديد بوصلتنا نحو محاصرة أزماتنا ومشاكلنا الدَّاخليَّة ، كالعنف ، التَّخطيط والبناء ، التَّربية والتَّعليم وغيرها .

” والله معكم ولن يتِرَكُم أعمالكم ” .


اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى