بالعمل المشترك يؤكِّد شعبنا معالم شخصيَّته

بقلم : الشَّيخ حمَّاد أبو دعابس
رئيس الحركة الإسلاميَّة
مرَّت على مجتمعنا العربيِّ في الدَّاخل أيَّامٌ ، كانت فيها الأحزاب الصُّهيونيَّة بجميع أطيافها تصول وتجول ، وتنهش من كياننا جهاراً نهاراً ……. ثمَّ ها هي ما فتئت أن أصبحت ، عاراً وشناراً ظاهرة الإنتماء للأحزاب الصُّهيونيَّة . كنَّا شتاتاً مفرَّقاً ، لا تحسب الأحزاب الكبرى لنا حساباً . بل كانت أحزاب اليسار والمركز الإسرائيليَّة ، تعتبرنا في جيبها ، مثل حزب العمل وميرتس ، والآن نحن قوَّةٌ إنتخابيَّةٌ موحَّدةٌ أقوى من حزبي العمل وميرتس مجتمعَين . كان العرب في الدَّاخل كلٌّ يتسابق من أجل تحصيل مصلحةٍ خاصَّةٍ ، أو تسجيل إنجازٍ خاصٍّ به ، والآن نحن في مظهر وحدةٍ وتعاونٍ ، وشراكةٍ حقيقيَّةٍ ، يهتمُّ فيها الجميع لمصلحة المجتمع عامَّةً ، فنقف بجميع أحزابنا ضدَّ العنف والجريمة ، ومعاً نناصر القدس والأقصى ، ورموزهما الدِّينيَّة ، ومعاً ضدَّ صفقة القرن ، وضدَّ هدم البيوت ، ومعاً في قضايا البيت والمسكن ، والتَّخطيط والبناء ، والحقوق المدنيَّة كلِّها ، دون تفريطٍ في ثوابتنا الدِّينيَّة والوطنيَّة .
▪بالأمس كانت نداءات الفرقة تلقى رواجاً ، وأحزاب حرق الأصوات تسبِّب صُداعاً . واليوم شعبنا واعٍ لضرورة وحدة الصَّفِّ ، واجتماع الكلمة . وها نحن نقف اليوم في أكبر مظهرٍ من مظاهر الوحدة والتَّعاون والعمل المشترك .
▪شعبنا يقف اليوم مجتمعاً ليقول : معاً نحن قوَّةٌ ، ورقمٌ صعبٌ لا يمكن تجاوزه أو تجاهله .
▪من معالم شخصيَّة مجتمعنا الَّتي نتوافق عليها مجتمعين ، أنَّنا ثابتون في وطننا ، لا نستجدي حضورنا ، بل نفرضه بقوَّة حجَّتنا ، وصلابة موقفنا .
▪ومن معالم شخصيَّة مجتمعنا ، أنَّنا نعترف بإختلافنا الطَّائفيِّ والدِّينيِّ ، الحزبيِّ والفكريِّ ، الجغرافيِّ والبيئيِّ ، إلَّا أنَّنا نعتبرها فسيفساء الشَّعب الواحد ، الَّذي يحمل القضيَّة الواحدة والمصير المشترك . ولذلك فإنَّ كلَّ صوتٍ يدعونا للتَّعصُّب والفُرقة ، هو صوتٌ نشاز ، نتجاهله ، ونمضي مع صفِّنا الكبير المجتمع المتعاون على خير شعبنا ، والمتوافق على معظم قضاياه المشتركة .
▪يداً بيدٍ ننصر قضايانا المشتركة .
▪معاً نقاوم معاول الظُّلم والتَّهميش والعنصريَّة .
▪وبجهودنا المشتركة نعيد لكامل شعبنا وأُمَّتنا الأمل ، في صياغة العمل المشترك الجامع لكلِّ شعبنا ولكلِّ أُمَّتنا ، حتَّى نبلغ منتهى غاياتنا ، بحول الله وقوَّته .
” والله غالبٌ على أمره ، ولكنَّ أكثر النَّاس لا يعلمون ” .