
القيم الإنسانيَّة بين الأصفياء والأدعياء
بقلم : الشَّيخ حمَّاد أبو دعابس
رئيس الحركة الإسلاميَّة
نعيش في عالمٍ مليءٍ بالمتناقضات ، فيه أدعياء حقوق الإنسان ، هم أكثر من يقتلون النَّاس ، ويدعمون الظَّالمين ، ويسكتون على جرائم أسيادهم من الطُّغاة والظَّلمة . وفيه ينادي بحقوق المرأة وحرِّيَّتها ، دعاة الإباحيَّة ، الَّذين تتمثَّل حرِّيَّتها عندهم ، بحرِّيَّة الوصول إليها . يثبت في سدَّة الحكم أكثرهم فساداً وجشعاً ووحشيَّةً . في حين يتَّهمون الأتقياء الأنقياء ، بالرَّجعيَّة والتَّخلُّف . والنِّساء الشَّريفات العفيفات بالإنغلاق والظَّلاميَّة .
( سيداو ) : الحرب على العِفَّة مستمرَّة
منذ عقودٍ خلت ، وحتَّى يومنا هذا ، تعمل في بلادنا ومنطقتنا العربيَّة جهاتٌ ، تدعمها سياساتٌ ممنهجة ، وعقليَّات معادية ، تهدف لهدم الأُسرة العربيَّة . ولقد نجحت إلى حدٍّ بعيدٍ في التَّأثير على الكثيرات من بنات مجتمعنا وأمَّتنا ، لتنزع عنها لباس عفَّتها ، ولتشغلها بتفاهات الدُّنيا ، عن دينها وبيتها وأُسرتها . ولقد أجمع علماء الشَّريعة في فلسطين والأردن ، على أنَّ إتِّفاقيَّة “سيداو ” الَّتي تروِّج لها جهاتٌ مشبوهةٌ ، تحت ذريعة حرِّيَّة المرأة ، ما هي إلَّا وثيقةٌ لشرعنة التَّفسُّخ المجتمعي ، وضرب الأسرة العربيَّة ، وتسهيل سبل الرَّذائل والفواحش والمنكرات .
فيا بناتنا وأخواتنا :
أعداء الأُمَّة يريدونك سلعةً رخيصةً لشهواتهم ونزواتهم . والإسلام يحفظ لك كرامتكِ ومكانتكِ . يريدون شرعنة العلاقات خارج إطار الزَّواج ( حاشى لله ). ويريدون نزع القوامة من الرَّجل ، لتيسير الطَّلاق . يريدون تأخير سنِّ الزَّواج للحدِّ من الإنجاب . ويسعون لشرعنة العلاقات المثليَّة الشَّاذَّة ، وغيرها وغيرها .
أخلاقنا …… معقلنا الأخير
ماذا بقي لنا بعد ضياع الأرض إلَّا صون العِرض ؟ . إنَّكم لترون بأُمِّ أعينكم ، كيف يغرِقون الشَّباب بالملذَّات والمغريات ، ليتجرَّدوا من دينهم . فإذا دخلت الخمور كثرت الجرائم والفواحش . وإذا انتشر الرِّبا انتزعت البركة وسادت الخصومات . وإذا سادت الجريمة إنعدم الأمن وانشغل النَّاس بأنفسهم ، عن قضايا شعبهم وأُمَّتهم .
وعليه :
🔹فإنَّ بيوتنا وأُسرنا ينبغي أن تستفيق قبل أن يُجهزوا على ما تبقَّى من قيمنا وأخلاقنا . 🔹يجب إعلان النَّفير وشدِّ الأحزمة ، والتَّعامل بمنتهى الجدِّيَّة حيال الحرب المشنونة على قيمنا وأخلاقنا .
🔹إنَّ تسلُّل أخلاقيَّات الفساد والرَّذيلة ، الغشِّ والخيانة ، تعدُّ من أخطر معاول الهدم ، الهادفة لت